منذ تاريخ إعلان المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله- ووصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ويد الخير والعطاء ممتدة لتقديم المساندة والدعم للدول الشقيقة. هذا الخير يأتي انطلاقًا من إيمانها ورؤيتها كعضو فاعل في المجتمع الدولي وكقلب نابض للعالم الإسلامي. فما قدمته وتقدمه المملكة من مساعدات إغاثية وإنسانية متنوعة شملت العديد من الدول النامية، ولا تزال جسورها الخيرية ممتدة بالعطاءات الإنسانية المستمرة عبر العديد من الكيانات الحكومية، ومن أبرزها الصندوق السعودي للتنمية ومركز الملك سلمان للإغاثة.
الصندوق السعودي للتنمية
تأسس الصندوق السعودي للتنمية بموجب المرسوم الملكي رقم م/48 الصادر في 14/8/1394هـ الموافق 1/9/1997م، برأس مال قدره عشر ملايين ريال سعودي مقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية، وتضاعف على ثلاث مراحل ليصبح واحدًا وثلاثين مليار ريال سعودي. ويعد الصندوق القناة الرئيسية التي تقدم من خلالها حكومة المملكة مساعداتها الإنمائية. وتتميز قروض الصندوق بارتفاع عنصر المنحة وبأنها غير مشروطة، كما أنها مركزة على قطاع البنية الأساسية كالصحة والتعليم ومياه الشرب والإسكان والطرق والزراعة وذلك لأهمية تلك القطاعات في رفع مستوى معيشة البلدان النامية.
مركز الملك سلمان للإغاثة
تأسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية انطلاقًا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتدادًا للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال. ويتخصص المركز بالإغاثة والأعمال الإنسانية ويسعى ليكون مركزًا دوليًا رائدًا لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة برأسمال يبلغ مليار ريال.
مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين
يتبنى مركـز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النـزاع المسلح باليمن، وهـو مشـروع سـعودي إنساني نوعي، انطلق من محافظة مأرب في سبتمبر 2017م، ويركز على تأهيـل الأطفال المجندين والمتأثرين في النـزاع المسلح وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية وتقديم الدعم الاجتماعي لهـم.
المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام"
مشروع إنساني سعودي لنزع الألغام من الأراضي اليمنية وتطهيرها، ويأتي المشروع استمرارًا لجهود المملكة العربية السعودية ومكانتها العالمية والفعالة في الأعمال الإنسانية. ويأتي خطر الألغام في اليمن نتيجة انتشار كميات كبيرة من الألغام التي أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وتسببت بعاهات دائمة، والتي أثقلت كاهل المنشآت الصحية والعلاجية، وتسببت في خسائر اقتصادية للأفراد والمجتمع.
برنامج الأطراف الصناعية
استشعارًا للمسؤولية وأهمية إجراء التدخل الإنساني لدعم المصابين بحالات البتر، بادر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى دعم وتمويل مراكز الأطراف الصناعية، والتي تقدم خدماتها بالمجان للمصابين من عمليات البتر. تسببت الألغام العشوائية التي زرعتها المليشيات الحوثية من عبث ودمار امتد إلى التأثير والمساس بحياة وأرواح المواطنين اليمنين الأبرياء وذلك من خلال زرع عشوائي ومكثف للألغام والتي راح ضحيتها وتأثر بها الآلاف من اليمنيين، وأدت إلى حدوث العديد من حالات البتر والإصابات شملت العديد من النساء والأطفال في المحافظات اليمنية.
مبادرات المملكة العربية السعودية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
للمملكة جهود مستمرة في مكافحة الفقر والجوع، نابعة من شعورها بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، إذ تسهم في تقديم العون والمساعدات الإنسانية للدول الأشد فقرًا والدول النامية، وللمنظمات الدولية. وتعتبرالدول المساهمة على مستوى العالم في برامج مكافحة الفقر والجوع. حيث تعمل على ضرورة تحقيق الأمن الغذائي عالميًا. ومن جهود المملكة في هذا المجال تقديم الدعم للمؤسسات والمنظمات الدولية مثل:
- وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونوروا”.
- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
- برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية.
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
المساهمة التاريخية في برنامج الأغذية العالمي بمبلغ 500 مليون دولار عام 2008. - مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة للقضاء على سوسة النخيل الحمراء ومكافحتها في دول العالم.
- تقديم الدعم للمؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بالقطاع الصحي مثل:
المملكة الأولى عالميًا في خدمة اللاجئين:
تعد المملكة العربية السعودية الأولى عالميًا في نسبة الإنمائية الرسمية، وتبلغ نسبة المساعدات 1.9 من دخلها الوطني، كما احتلت المركز الرابع عالميًا بين الدول المانحة لتصدرها دول العالم باستضافتها لـ3 ملايين لاجئ، فيما بلغت قيمة المساعدات التي تقدمها للاجئين 139 مليار دولار خلال 4 عقود. أما عن الأزمة السورية، فقد قدمت للاجئين السوريين في الدول المحيطة أكثر من 800 مليون دولار، إضافة إلى المساعدات التي تطوع بتقديمها المواطنون السعوديون في مناسبات عدة. كما تتصدر قائمة الدول المستقبلة للاجئي اليمن بإيوائها ما يقارب 58% من عدد اللاجئين اليمنيين حول العالم.
الزائرين اليمنيين والسوريين
اعتبرت المملكة اللاجئين اليمنيين والسوريين زائرين، وقدمت لما يزيد عن نصف مليون يمني وما يقارب المليون سوري الكثير من التسهيلات بما في ذلك حرية الحركة والعمل واستقدام عوائلهم، كما بلغ عدد الطلبة الملتحقين بالتعليم المجاني في المملكة 285 ألف طالب يمني و140 ألف طالب سوري، وبلغ عدد المستفيدين من الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية ما يزيد عن نصف مليون يمني ونصف مليون سوري. كما يتيح برنامج أجير لخدمات العمالة المتبادلة التابع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمالة اليمنية والسورية العمل بصورة نظامية داخل المملكة.